شخصياتنا،بصماتنا و ما سنتركه بعد رحيلنا..هنا فكر صاغته لدينا الأيام ، صاغه لدينا تأمل و تفكر في آلاء الله و خلقه ،صاغته لدينا ظروف حياتنا التي مرت بنا أيا كانت سعيدة أو حزينة
قناعاتنا قد تكون راسخة و لكن الأيام حورتها و هذبتها و شذبتها لتواكب نبض حياتنا المتغير بسرعة في زمن القرية الكونية
عقيدة راسخة يظنها البعض عقدة أو مجموعة عقد ركبت مع بعضها لتصنع شخصيتنا الإنسانية و مهما قالوا تبقى عقيدة ، تعيش في جوانحنا تقينا مواطن الزلل و الخطيئة ،الخوف من الله هو الباقي و الحماية الأكيدة
إذا استطاع المرء أن يأمن رقابة الناس و خلا لبعض معاصيه فهل سيهرب من رقابة الله عز وجل؟هل هناك أرض غير أرض الله يعصيه فيها و لا يراه رب العزة؟
أتى رجل إلى ابراهيم بن أدهم التابعي و قال له:
أريد أن أفعل كذا (يعني معصية)
فقال له ابراهيم بن أدهم : حسنا إذا أردت ان تعصي الله فافعل و لكن تجنب ثلاثة أمور....
قال الرجل : ما هي ؟
قال ابراهيم بن أدهم : أعصيه في أرض لا يراك فيها و اعصه و لا تتناول من رزقه و اعصه في مكان لم يخلقه الله
قال الرجل : كيف أفعل و الكون كله من خلق الله و الرزق كله من الله ؟
قال ابراهيم بن أدهم : ما دمت تعرف هذا كيف تطاوعك نفسك بالمعصية ؟!
يتذرع المرء بالضعف الانساني و الحاجات البشرية و لكنه يسلك طريقا وعرا صعبا و لا يعلم إلا الله متى يستطيع الرجوع عنه و في نهاية المطاف قد يرمي بنفسه من علو شاهق إلى واد سحيق ليتخلص من وطأة آثامه على ضميره
هل يشفع الضعف الإنساني عند رب العزة ....و قد بين لنا الصواب و بين لنا الخطأ ؟
هل يشفع لنا شيطانا نلعنه ؟ إنه أول من يتنصل منا ؟ يقول نفسي و يقول أتاكم نذير و بشيرفلم لم تتبعوا ؟
هل تشفع لنا عواطفنا و مشاعرنا بمقارفة الذنوب ؟
لا أظن أنها ستفعل و أول من يشهد علينا أعضاءنا ،الرجل إلى أين سارت ،و اليد ماذا فعلت ،و العين إلى ماذا نظرت و بم حدقت،و اللسان بماذا باح و قال و كذب و استغاب و نم و عبّر و الأذن ماذا سمعت،و الفكر بماذا تحدث و تمنى و أطرق،و القلب لمن خفق..
و لكن أيحاسبنا الله على القلب ؟
قال النبي صلى الله عليه و سلم " اللهم هذه قسمتي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما لا أملك"
ربما يبدو الكلام غير مترابط و لكنها سؤالات مشروعة تجوس في عقلي تدور في خلدي و كل جهة تعطيني إثباتات و حجج و الجهة الاخرى تدحض و تندد،الحيرة تلف عالمي و لا تترك لي مجالا كي أصل للقرار الصحيح ،جميع دروب الآفاق الرحيبة باتت مسدودة و لا ملجأمن الله إلا إليه..
أسأل الله أن يصلح نفوسنا و يكفينا شرها فالهداية و الصلاح إشراقات ربانية لا تتاح لكل الناس
منحة الهدى تعطى للذي يريدها فقط...
--------------------------------------------------------------------------------
منقوووووووووووووووووول