الجزء الثاني ((مأساة غضب))

سامي أريد الذهاب غدا مع خالتي للتسوق,,,حسنا لا بأس لكن متى ستذهبين؟

سأذهب صباحا بعد الانتهاء من المحاضرة هل تريد الذهاب معنا ؟

لا سيمر صديقي عمر لاصطحابي للتنزه ,,, حسنا كما تريد.

أغمض عيني بشدة كأن ملك الموت ينتزع روحي وأنا أجاهد لأمنعه وجبهتي تمتلئ عرقاَ..ومجموعة صور تظهر أمامي...طفل صغير يصرخ مستنجداً

وشخص ما يركض خلفه وأنا أمد يدي له لكنه غرق بدوامة كبيره وانعدمت الرؤية فالظلام دامس ولم اعد أراه

وكأن ناراً تلتهمني ..اشتدت ضربات قلبي تخفق تدريجياً .. ودموعي تنهمر باستسلام ثم تتبعها صرخة استنجاد..ثم استيقظت فجأة

فتحت عيني لأرى أخي سالم وعانقني بقوة ...لاتخافي انه مجرد حلم...لكنني رأيت طفل صغير غرق بدوامة

ولم استطع مساعدته.. لاتخافي إني معك حبيبتي ..كأنه بعمر أخي يوسف رحمه الله ..ووراءه رجل يلحقه كأنه يريد قتله .. وكان ينظر إليه بنظرات حسره

انه حلم لا أكثر يا سلوى انسيه ... بدأ يسمي علي وكنت أتشبث به خوفاً أن يتركني وحدي ... هيا اشربي هذا الماء ...أما زلتي تشعرين بالخوف ؟

هززت رأسي بالنفي ..هيا غيري ملابسك وأنا سأجهز الإفطار حتى لا تتأخري عن محاضرتك... حسناً .

هيا تفضلي يا أميرتي على الإفطار ..حسنا يا مولاي .. ماذا ستقد لي ؟

سأقدم لأميرتي الحسناء كوبا من الحليب عملته خصيصا لك...وهناك الجبن الفرنسي الذي تحبينه وعسل للعسل

وكل ما تشتهيه نفسك ...سلمت يداك .. الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين .

ها قد فتحت باب السيارة تفضلي يا أميرتي ... هذه هي الابتسامة التي أريد أن أراها ترسم وجهك ..

سامي لا تنسى سأذهب للتسوق مع خالتي ستمر لاصطحابي من الكلية ,,, حسنا,,, أراك لاحقا ,,,حسنا.

مرحبا فرح ,,,مرحبا سلوى كيف حالك؟

بخير كيف حالك أنتي ؟

بخير والحمد لله.

صديقتي فرح من أقرب صديقاتي فهي صديقتي وأختي فقد ساندتني في دروسي

وفي حياتي فلولاها لما كنت هنا اليوم خالية من الهم والحزن فلا أعلم كيف أجازيها حقها .

المحاضرة على وشك البدء لندخل إلى القاعة.

أخي سامي يتصل علي ماذا يريد ؟

إنه يعلم أني بالمحاضرة ,,, الو سلوى ,,نعم سامي ,,سلوى لقد اتصل عمي يريدنا أن نحضر له اليوم ,,,, لكنني واعدت خالتي أن أذهب معها للسوق

لكن عمي يريدنا بأمر هام ,,,اوووه لا أريد الذهاب إليه فهو كل شيء بالنسبة له هام ,,,مهما يكن يا سلوى فهو عمنا

ويجب أن نحترمه وأن نلبي طلباته لقد سئمت يا سامي سئمت من هذه العائلة ومن قدري أن أكون منها ,,

حسنا كما تريد سأذهب والآن يجب أن أقفل الخط لألحق بالمحاضرة ,,,حسنا إلى اللقاء سأمر لأخذك ,,,حسنا .

سلوى ما بك تبدين حزينة ما بكِ؟ ومن اتصل عليك؟

لا لست حزينة,,أخي سامي اتصل علي,,,, هل قال لكي شيء أحزنكِ

أرجوكِ يا فرح اتركيني بحالي,,,,كما تريدين

انتهت المحاضرة ولم أكن منتبهة لكوني أفكر بماذا يريد عمي .

هذا أخي لقد وصل إلى اللقاء يا فرح ألقاك على خير.

السلام عليكم....وعليكم السلام يا سلوى,,,,هل سنتغذى عند عمي؟ نعم

أرجوك يا أخي لا أريد الجلوس طويلا مع عمي ,,,ما بك إنه عمنا الوحيد ولم نره منذ شهور

بصراحة لا يهمني ولا أريد رؤيته ,,,أستغفرك اللهم وأتوب إليك لا يجوز قطع الرحم يا سلوى.

ها قد وصلنا هذا منزله ,,,سامي لدي شعور بأن هذه الزيارة لن تمر على خير ,,,ضحك علي باستهزاء

و قال ومتى مرت على خير ,,, فقلت له لا هذه المرة ستكون مختلفة وربما تكون آخر مرة سنراه فيها .

أهلا بابنة أخي أهلا عمي,,,أهلا بابن أخي أهلا بك يا عمي

كيف حالك يا عمي؟

بخير ,,,كيف حالكم أنتم ؟

بخير والحمد لله ,,,كنت أعتقد بأنه سيقول لماذا لم تزوروني أو أن تتصلوا علي ولكن الحمد لله لم يسأل ولو سأل لأحرجنا فبماذا نجيبه ؟

نحن نكرهك لا نريدك في حياتنا أم نقول له لأنك عمي الذي لم يقف بجانبنا يوما أم ماذا؟

ما أخبار دراستك يا سلوى؟

الحمد لله إني ناجحة,,فقط ناجحة أريدك أن تتفوقي,,,حسنا يا عمي.

وأنت يا سامي ألم تتوظف بعد؟

لا حتى الآن فإن توظفت فستكون أول شخص يعلم ,,,أتمنى ذلك ,,,طال الصمت بالمكان حتى

أتت الخادمة لتعلن أن الغداء جاهز,,, هيا لنتغدى .

تغدينا والحمد لله وكالعادة دار الصمت بيننا ثم جلسنا في مكتب عمي فدارت النظرات بيني وبين أختي

وعلامات الاستفهام تحوم حولنا حتى نطق بعبارات غاضبة ..هل زرتم أباكم...؟ صمتنا وغضبنا ..وتذكرنا وهززنا رأسنا بالنفي..فارتفعت نبرة صوته...لماذا؟

هل نسيتم أن لكم أب هل نسيتم من رباكم من أطعمكم ومن كساكم.؟؟

رأيت عينا أختي تشع نارا بل بركانا هاج فورا ..فقامت واتجهت إلى الباب مسرعه..تريد الخروج ..ولكن توقفت بأمر عمي.

توقفي إني أكلمك ...لماذا تسأل دائما..؟ لا يحق لنا السؤال أم تريد منا الإجابة فقط...لكن لا يا عمي هذه المرة أنا سأسألك

من الذي دمرنا..؟ من الذي أتعس حياتنا.؟من الذي لم يرحمنا من بعد وفات أمي؟؟ من الذي أعطانا الحنان الذي فقدناه من بعد وفات أمي..؟؟

من الذي قتل أخي الصغير يوسف ذو الخمسة أعوام بكلتا يديه ؟من؟ من ؟

انهمرت دموعي على خدي بحرارة وخرجت مسرعة إلى خارج البيت وقدمي لا تقدر على حملي من همي ...

لقد تفاجأت من ردة فعل أختي ..فلم اعتقد أنها ستواجه عمي بهذه الطريقة مازالت تعاني

استغرب عمي من طريقه حديثها...هكذا تحدثني أختك؟

كل ما تقوله صحيح يا عمي..ماذا تقول؟....لماذا لا تجاوب على أسئلتها ...لا جواب لدي لكن أبوك يريد لقائكم ...لقد قلت ما لديك والآن استأذنك يا عمي


بقلمي